أبي المنى: دروز سوريا مع وحدة الدولة… ونرفض الانفصال


في حديث خاص مع “الديار”، تناول شيخ عقل الموحدين الدروز، الشيخ سامي أبي المنى، التطورات الأخيرة في سوريا ولبنان، ولا سيما ما شهدته محافظة السويداء من أحداث دامية ألقت بظلالها على أبناء الطائفة.
وقال أبي المنى لـ”الديار”: “أهل جبل العرب ومشايخ العقل فيه أدرى بأوضاعهم، وهم يعالجون بأنفسهم ما يقع في محافظة السويداء، وكانت الأحداث التي وقعت فيها في تموز الماضي مؤلمة جداً”. وأضاف أنّ تأثير الدروز في لبنان “ليس ممكناً بسبب الجغرافيا أولاً، ثم لأن الأحداث الدموية وقعت دون سابق إنذار”، مشيراً إلى أنّ ردات الفعل من عائلات لبنانية لها أقارب في جبل العرب “مفهومة”، لكن “يجب أن ننظر إلى الواقع الذي يحيط بالدروز، فهم في محيط إسلامي ـ سني، لا يمكن أن يكونوا بمواجهة معه لا في لبنان ولا في سوريا ولا في فلسطين ولا في الأردن”.
وأكد: “نحن نرفض ما حصل من مجازر وارتكابات استهدفت مواطنين دروز عزّل، وخطف مواطنين ونساء منهم، إضافة إلى عمليات إحراق منازل ومؤسسات وتهجير، وحصول رد فعل من قبل مجموعات من البدو والعشائر، بسكوت من الأجهزة الأمنية الرسمية”.
وحمل أبي المنى الدولة السورية “مسؤولية عدم طمأنة الشعب السوري بكل مكوناته، والدروز منهم”، لافتاً إلى أنّ السلطة الجديدة “لم تطرح عقداً اجتماعياً جديداً يقوم على التشاركية والديمقراطية”. وأوضح: “الدروز في أي مكان هم مع وحدة الدولة التي يقيمون فيها، وهذا ما لمسته من خلال اتصالاتي مع مشايخ العقل وفعاليات السويداء، حيث يؤكدون على وحدة سوريا قائمة على اللامركزية الإدارية الموسعة، بما يتيح لأهل الجبل إدارة شؤونهم الإدارية والخدماتية والأمنية، وهذا ليس انفصالاً أو تقسيماً”.
ودعا إلى “فتح حوار وطني شامل، تتمثل فيه كل الأطياف السياسية والطائفية، ويخرج السوريون باتفاق، ولا مانع أن ترعى دول مثل هذا الاتفاق كما حصل في لبنان بانعقاد مؤتمر الطائف”.
وعن الوضع الدرزي في لبنان، شدّد أبي المنى على وجود “وحدة موقف بين القيادات السياسية الدرزية، ولا سيما وليد جنبلاط وطلال أرسلان”، مؤكداً أنّ أحداث السويداء “لم تنعكس على الداخل الدرزي”، لافتاً إلى أنّ “اللقاءات والاتصالات مع القيادات السنية شكّلت سداً منيعاً في وجه الفتنة، ونجحنا في تثبيت الوحدة الوطنية ورفض الانجرار إلى فتنة لا تخدم لبنان ولا أهله”.
وكشف شيخ العقل لـ”الديار” عن تواصله الدائم مع مشايخ السويداء حكمت الهجري ومحمود الحناوي ويوسف جربوع، قائلاً: “مشيخة العقل في لبنان تعمل على أن تستوعب كل المرجعيات الروحية والسياسية في المحافظة دون التدخل في شؤونها”. وأردف: “اتفقنا على إرسال مساعدات إنسانية وغذائية وطبية، وقد بدأنا بحملة تبرعات في لبنان والخارج، لكن التجاوب حتى الآن غير مشجع”.
وختم أبي المنى قائلاً: “لقد أرسلنا بالفعل مساعدات من طحين وزيت وغيرها إلى السويداء، ونجري اتصالات مع الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر لتوزيعها عبر لجنة محلية، كما نعمل على فتح معبر إنساني إلى المحافظة المحاصرة، في وقت يحاول العدو الإسرائيلي استغلال هذا الواقع عبر متعاونين معه”.