مخدرات بخعون بعبوات طلاء… رؤوس كبيرة متورطة

لم يتخطّ أهالي بلدة بخعون في الضنية العملية الأمنية التي أسفرت عن ضبط شاحنة محمّلة بكمّيات ضخمة من المواد المخدّرة، والتي يُعتقد أنّها كانت مُعدّة للتصدير إلى خارج لبنان. وجاءت هذه العملية بعد رصد ومتابعة من مكتب مكافحة المخدّرات في الشرطة القضائية التابع لقوى الأمن الدّاخلي، والذي نفّذ كمينًا محكمًا أسفر عن توقيف كلّ من “أ. الصمد” و “ب. شيخ” بالإضافة إلى تورّط عشرة آخرين تقريبًا.
وتُفيد المعلومات التي وصلت بأنّ الكشف عن المواد المخدّرة التي وُضعت في عبوات الطلاء، تمّ أثناء محاولة الموقوفيْن تعبئتها في الشاحنة. وقد كُشف أيضًا عن مستودع يُقال إنّه ملك لابن الصمد يحتوي على هذه المواد، علمًا أنّ الشاحنة التي صودرت ليْست الأولى من نوعها، بل سبق لشاحنة أُخرى أنْ خرجت من المستودع.
وبعد مصادرة العبوات التي تحتوي على مواد قيْد الدراسة حاليًا لتحديد طبيعتها رسميًا، يُمكن التأكيد أنّ التحقيقات ما زالت جارية، ولا يُمكن الاعتماد على أيّة فرضية أو سيناريو يصف هذه العملية. وفي الوقت نفسه، يُطالب أبناء البلدة بالكشف عن هذه القضية المتداولة في كلّ شارع وزاوية اليوم، مع التشديد على ضرورة محاسبة “الرؤوس الكبيرة” أو المتورّطين الأساسيين، حيث يتفق الأهالي على أنّ هذا النّوع من العمليات يتطلّب دعمًا كبيرًا وخارجيًا يتجاوز نطاق المنطقة.
وفي إطار متابعة الأجهزة المختصّة لكشف شبكات تهريب المخدّرات من وإلى لبنان، وملاحقة المتوّرطين وتوقيفهم، وردت معلومات (وفقًا للمعطيات المتوفّرة قبل إصدار قوى الأمن لبيانها) عن حركة مشبوهة وتخطيط لتهريب كمّية من المخدّرات، خصوصًا حشيشة الكيف إلى دولة عربية عبر توضيبها بطريقةٍ مموّهة. وعلى إثر ذلك، تمكّنت القوى الأمنية من تنفيذ كمين محكم ودقيق في الضنّية، وحسب المعطيات فإنّ القوى الأمنية باتت تُخطّط وتُنفّذ مداهماتها بدعمٍ عربيّ، وتأتي هذه العملية بعد أيّام من مساعدة المملكة العربية السعودية لمكتب مكافحة المخدّرات اللبناني في ضبط 125 كيلوغرامًا من الكوكايين على متن سفينة قادمة من البرازيل إلى ميناء طرابلس، حيث كانت مخبّأة داخل 10 غالونات”.
وصرّح مصدر من بخعون قائلًا: “إنّ الحفاظ على أمن المنطقة وسُمعتها، ورغبتنا في كبح الفساد هي مسؤوليتنا جميعًا، خصوصًا إنْ وقع علينا ضرر أو لحق الظلم بغيرنا، أمّا بالنّسبة للصمد، فأنا أعرفه، وكنت ألاحظ مع أبناء منطقتي وجود أوعية طلاء منذ حوالي خمسة أو ستة أشهر أمام منزله، وكانت موضوعة بطريقة علنية، ولم نشكّ بها أبدًا لأنّها لم تكن سرّية. وكنّا نتوقّع أنّه يقوم بتصليح منزله وسيستكمل أعماله بطلائه، أمّا عن المستودع الذي يقع أسفل منزله، فالمُتداول بيْن أهالي المنطقة أنّه قام بتأجيره لأحد من الجنوب يملك أو يعمل بالطلاء أو وضع الطلاء فيه، واحتمال كبير أنْ يكون أحد الأشخاص الذين علموا بمحتوى هذه الأوعية، قد سرّب المعلومات إلى القوى الأمنية. أمّا ابن الشيخ، فهو صاحب البيك آب أو الشاحنة التي تنقل البضاعة، وبالتالي ننتظر أنْ تأخذ التحقيقات مجراها حتّى نتمكّن من الحكم في هذا الموضوع”.
أمّا بلدية بخعون فأوضحت في بيانٍ أنّ ما جرى يُعدّ ردّ فعل فرديّ “تتحمّل مسؤوليته الجهات أو الأشخاص المتورّطون فقط”، مؤكّدة رفضها التام لأيّ عمل يُسيء إلى سمعة المنطقة وأهلها. وثمّنت البلدية الجهود الأمنية والعسكرية المبذولة لمكافحة آفة المخدّرات، مشدّدة على وقوفها إلى جانب الدولة ومؤسساتها الشرعية، ووضع كامل إمكانياتها في تصرّف الأجهزة المختصّة. كما دعت البلدية الإعلام والرأي العام إلى توخّي الدقّة في نقل المعلومات وعدم إقحام اسم بخعون في أعمالٍ مشبوهة لا تعبّر عن أخلاق أهلها وتاريخها.