Ad Cover
أخبار زحلة والبقاع

حسن مراد… هل قفز من مركب “الممانعة” إلى “التيار السعودي”؟

أسامة القادري – مناشير

في قلب منطقة البقاع الغربي وراشيا، حيث تتراكم الأزمات من غياب الخدمات الأساسية إلى عمق الانقسام السياسي والطائفي، يبرز اسم النائب حسن مراد كلاعب يحاول الحفاظ على توازن دقيق في مشهد مشتعل.
رجل يتكئ على رصيد مؤسساتي وإنمائي لا يمكن تجاهله، لكنه يجد نفسه اليوم وسط نيران متبادلة من محورين سياسيين متناقضين: “الممانعة” من جهة، و”التيار السعودي” من جهة أخرى.
فمنذ دخوله المعترك النيابي، سعى مراد إلى ترسيخ حضوره من خلال دعم البلديات وتنفيذ مشاريع تنموية في قرى وبلدات البقاع الغربي وراشيا. ورغم تنوع هذه المشاريع، فإنها لم تشفع له أنه حليف “الممانعة”، الا ان وأمام تصاعد الهجوم السياسي وتلقي المحور ضربات قاتلة في لبنان وسوريا، وضع المحور امام خيارين حلواهما مر، تسليم السلاح او الحرب القاضية. حينها بدأ مراد يسلك طريقاً مختلفاً ومتمايزاً بمواقفه التي عبر عنها بالمناسبات الأخيرة والتي أثارت الكثير من الجدل.
فمراد، المعروف في البقاع كأحد أبرز حلفاء “حزب الله” منذ التحاقه بمحور الممانعة في أعقاب الانقسام الحاد عام 2005، خرج مؤخرًا بخطاب بدا مغايرًا. إذ أعلن بوضوح، من خلال نشاطات ومهرجانات شعبية، تأييده لـحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، مطالبًا بتطبيق كامل لاتفاق الطائف، ورافضًا أي تطاول على مقام رئاسة الحكومة وتخوينها، رداً على بيانات حزب الله. مواقف فُسرت على نطاق واسع كابتعاد تدريجي عن محور “الممانعة”، وبالأخص عن الحزب.
وفي هذا السياق، قالت مصادر مقربة من “حزب الله” لـ”جريدة مناشير” إنّ موقف مراد يمثل “تكويعًا كاملًا عن فريق الممانعة وعن ثوابت المقاومة”. وأضافت: “نحن نعتبر أن لكل شخصية سياسية في فريقنا خصوصيات مناطقية، لكن أن تصل الأمور إلى تأييد التخلي عن سلاح المقاومة، فهذا افتراق واضح في الاستراتيجيا، بل لا نخجل أن نقول إنها قلة وفا”.

تنقل أوساط قريبة من الدوائر السعودية أن مراد “ما زال في موضع اختبار”، مضيفة: “لم يثبت بعد أنه خرج فعليًا من تحت عباءة حزب الله، وأمامه مشوار طويل ليقنع الشارع السني في البقاع بأنه خيار وطني مستقل حقيقي، لا مجرد تغيير في الخطاب

في المقلب الآخر، يتهمه خصومه في الفريق “السيادي”، لا سيما أولئك المنافسين لملء الفراغ في الشارع السني الذي تركه “تيار المستقبل” مرغماً، بأنه “قفز من مركب الحزب قبل غرقه”. ويذهب البعض أبعد من ذلك في التشكيك بصدق تحوله السياسي، متهمين إياه بمحاولة المناورة و”حجز مقعد في المركب الجديد لا أكثر”.
وتنقل أوساط قريبة من الدوائر السعودية لـ” جريدة مناشير” أن مراد “ما زال في موضع اختبار”، مضيفة: “لم يثبت بعد أنه خرج فعليًا من تحت عباءة حزب الله، وأمامه مشوار طويل ليقنع الشارع السني في البقاع بأنه خيار وطني مستقل حقيقي، لا مجرد تغيير في الخطاب، هذا سيظهر في الاستحقاقات المقبلة”.
لا يكفي الإرث… ولا الخطاب الوسطي
في ظل هذا المشهد، لا يبدو أن الإرث السياسي الذي يحمله مراد، كابن النائب السابق عبد الرحيم مراد، ولا طموحه للعب دور جامع، كافيان وحدهما لترسيخ موقعه في معادلة سياسية معقدة لا تقبل بالمناورات الرمادية.
فرغم محاولاته المتكررة للإمساك بالعصا من الوسط، إلا أن خطابه الوسطي يصطدم برفض صريح من كلا المحورين. محور “حزب الله” يعتبره قد خرج من تحت عباءته، ما يفرض على الحزب إعادة ترتيب أوراقه وتحالفاته داخل الساحة السنية، خصوصاً ربما مع “المتضررين من السعودي”. وفي المقابل، لا يبدو أن “السياديين” مستعدون لقبول مراد إلا بشروط أكثر وضوحًا، تتجاوز التصريحات إلى المواقف.
بهذا، يجد حسن مراد نفسه أمام مفترق طرق حقيقي. فمشروعه التنموي الطموح وحده لا يكفي لحسم موقعه السياسي في منطقة تترنح بين متطلبات الخدمات والانتماءات السياسية.
أما الحكم النهائي، فسيبقى بيد الشارع البقاعي، الذي سيكون له الكلمة الفصل في الاستحقاقات المقبلة، في تحديد ما إذا كان سيصدق تحول مراد، أو يعتبره مجرد محاولة تموضع في زمن سياسي مضطرب.

“الموقع غير مسؤول عن محتوى الخبر المنشور، حيث يتم نشره لأغراض إعلامية فقط.”

مقالات ذات صلة