وسط حماوة الحراك وجمر التحالفات “الإنتخابات البلدية والاختيارية” في سباق قانون معجل مكرر لتأجيلها

وسط حماوة الحراك وجمر التحالفات “الإنتخابات البلدية والاختيارية” في سباق قانون معجل مكرر لتأجيلها
“البقاع الغربي” حراك بين لوائح كسر عظم و”توافق” بطعم المصائد.. منازلة في حوش الحريمة و”توافق” في الخيارة وغزة إلى كسر التقليد و”الانقلاب” و”الروضة” بلا منافس
خاص Lebanon Politics
تقول مصادر مواكبة للتحضيرات للاستحقاق البلدي ، “أنّ قادم الأيام ستشهد حسماً لإجراء الإنتخابات البلدية والاختيارية أو تأجيلها لـ90 يوماً والمُقرر إجراؤها خلال شهر أيار المقبل”.
ووفقاً لمصادر مطلعة مواكبة إلى أن دعوة الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات البلدية من المتوقع أن تتم خلال الأسبوع المقبل ، قد تكون لإبلاغها (الهيئات الناخبة) توجه الموافقة على اقتراح قانون معجّل مكرّر سيقدمه النائبان مارك ضو ووضاح الصادق اليوم “لتأجيل الانتخابات البلدية وتمديد مجالسها في كافة المدن حتى ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٥” #ميديا_برس ليبانون، ذلك قد يعزز احتمالات تأجيل الإستحقاق الإنتخابي ، والمنتظر أن تتضح الصورة خلال الأيام المقبلة بناءً على المستجدات ، معللين (ضو وصادق) ذلك “نظراً للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد”.
البقاع الغربي
مع تقادم اقتراب موعد الإنتخابات البلدية والاختيارية، تزداد الأجواء حماوة في مختلف المناطق، حيث يستعد المواطنون في محافظتي بيروت والبقاع للإدلاء بأصواتهم في استحقاق طال انتظاره الذي من المفترض أن تنطلق الانتخابات يوم الأحد 18 أيار ، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية تحركات كثيفة ، إذ يتنافس عدد كبير من المرشحين على مراكز تتداخل فيها العوامل السياسية والعائلية والحزبية والإنمائية.
حوش الحريمة
وفي بلدة حوش الحريمة، تتسارع التحضيرات وسط أجواء من الحماسة والتنافس السياسي ، فقد حُسِم بشكل كبير وجود ٣ لوائح تضم ٤٥ مرشحاً لعضوية المجلس البلدي الذي سيشكل من 15 عضواً. أما فيما يتعلق بمركز المختار، فقد ترشح ١٠ أشخاص لهذا المركز لانتخاب ٣ مخاتير.
وتقول مصادر مواكبة “أن هذه الأرقام تُظهر حجم التنافس الكبير في البلدة” ، وأن سهرات العائلات الممتدة إلى ما بعد منتصف الليل تُجسّد حجم التنافس و”حماوة المعركة الغالب” على إمكانية مساعي “التوافق” التي لطالما اعتادت عليه البلدة ، حيث تتناظر العائلات وتناقش التحالفات بعد الاقتناع بغياب التوافقات وتقليص أعداد المرشحين لتحدد مرشحيها.
يبدو أن أدوات التنافس العائلي والسياسي المطعم بالحزبي قد وضعت أوزارها على “نار حامية” ، فحدّت التنافس ضمن العائلات بان قوامه من خلال تحديد المرشحين ووضع اللمسات على مسار التحالفات التي قد تحدد مفاتيح الفوز في هذا الاستحقاق.
فالتحالفات التي يتم التفاوض عليها بين العائلات ليست مجرد مسألة انتخابية ، بل هي جزء من عملية طويلة من التفاعل الاجتماعي والسياسي الذي يأخذ أبعاداً شخصية عائلية معاً في حوش الحريمة تحدياً بارزاً لا تخفيه التلاقي والفراق في آن ، أمر ينسحب على باقي غالبية قرى المنطقة.
وبالرغم من حجم التحديات التي يواجهها المواطنون وسط غياب بعض الخدمات الأساسية التي تنشدها تلك القرى من الدولة ، إلا أن الإقبال على الترشح يعكس حلم المواطنين في التغيير وتعطشهم لممارسة حقوقهم الديمقراطية ، خاصة وأن بلدة حوش الحريمة عانت من فراغ مجلسها البلدي لسنوات ، بحيث يأتي هذا الاستحقاق “كفرصة” لاستعادة السلطة المحلية للبلدة وتقديم حلول للمشاكل اليومية التي يعاني منها المواطنون، خاصة تلك المتعلقة بالشؤون الحياتية التي كانت غائبة لفترة طويلة بسبب تقصير الدولة في بعض المناطق وغياب مجلس بلدي يقوم بدوره.
وفي السياق ، يبدو أن وجود ثلاثة لوائح يخيم عليها التنافس الحاد ، فإن حديتها يغلي بين العائلة الواحدة التي انقسمت على نفسها ، الأمر الذي وضع اللائحة الثالثة تحضى بتأييد واسع من باقي العائلات ، جعل من المرشحين في العائلة الواحدة تحدياً تنافسياً أشبه بالتنافس على “الخسارة” ، ما يجعل اللائحة الثالثة تخوض التنافس على النجاح وتفكيك إمكانية خرقها حتى من رأس اللائحتين.
الخيارة
أما بلدة الخيارة يبدو أن الصراع القديم ومعركة أنا أو لا أحد ، بدأت ذيوله تتآكل مع “نجاح التوافق” الذي وإن بقيت المخاطر كامنة في التفاصيل. لقد دأب سعات الخير المختار منير رجب والدكتور رفعات أبو مراد يوصلان حبائل الليل بأطراف النهار لتمكين “التوافق” على “المعركة” فنجحا في مسعاهما حتى اللحظة ، وكُلّلت مساعيهما بإبعاد رئيس البلدية الحالي محمد مظلوم عن عن المعركة البلدية ، ليكلل النجاح التوافقي ، وهذا ما كانا ينشدانه (مظلوم وعباس) على الدوام ، حيث “لطالما شكلا قوة في الإنماء ورافعة للتوافق والجمع” وتجنيب البلدة خضات المعارك وقساوتها ، أملاً في أن ينسحب ذلك على بلدات أخرى في المنطقة. فكان التوافق على رئيس البلدية الأسبق قاسم مظلوم ، معيدين بذلك تجديد القديم على قدمه ، حيث تم التوافق في بلدة الخيارة في البقاع الغربي على مجلس بلدي ينجح بالتزكية برئاسة رئيس البلدية الأسبق قاسم مظلوم ، بعد مصالحة ومصارحة، بين رئيسي البلدية الحالي محمد مظلوم والاسبق محمد الكردي، ومباركة ورعاية من رجل الأعمال المغترب يوسف عباس ، ولجنة التوافق المؤلفة من المختار منير رجب والطبيب رفعات أبو مراد ولاقى هذا التوافق ارتياحاً بين عموم أبناء البلدة.
غزة
يعتبر الاستحقاق البلدي والاختياري بمثابة متنفس للمواطنين، حيث يتيح لهم الفرصة لاختيار ممثليهم واتخاذ قرارات تؤثر على حياتهم اليومية. من خلال هذه الانتخابات، يأمل المواطنون في تحسين الأوضاع، وإن كانت التحديات ما زالت كبيرة أمامهم، إلا أن الإرادة الشعبية تبقى الأمل الأكبر في إحداث “التغيير المنشود” ، واقع ينسحب على بلدة غزة التي تغلي وتتشابك لياليها ونهاراتها بلقاءات “تغييرية” للواقع القائم ، انطلاقاً مما حرمته طوال السنوات الماضية وغياب الرقابة الداخلية الإنمائية الذين وجدوا في الانتخابات “فرصة للتغيير نحو الأفضل”.
تغيير بدأت ملامحه مع حشد اللقاءات والتحاور مع العائلات لاختيار ممثلين عنهم وفق “رؤية تغييرية للتقليد المعتمد” ، في ضوء المتغيرات القائمة ، حيث برز ترشح “محمد خالد المجذوب” الآتي حديثاً من عالم التجارة الخارجية والأعمال ، الذي يعمل ووفق مصادر مواكبة لـ”ميديا برس ليبانون” على تشكيل لائحة مكتملة “مزيج بين الشباب وأصحاب الشأن العام والعائلات” ، في خطوة “انقلابية” على الواقع القائم انطلاقاً من “التداور وإبراز الوجه الحضاري المنوط بروح الشباب” ، ليس انتقاصاً من قدرات الآخرين بل “كسراً للتقليد” الذي كرسه الآخرين وفقاً لمصالح واستنتاجات كانت من الحقبة السابقة التي ولّت إلى غير رجعة يتداولها مقربين من اللائحة المنافسة للائحة التقليدية.
لائحة تقليدية تُبقي القديم على قدمه ، يتزعمها رئيس البلدية الحالي محمد حسين المجذوب الذي “يقاتل ليل نهار وفي الجلسات الإنتخابية والسهرات الليلية لتثبيت عرف البلدية مختزلاً بشخصه دون منازع” وفق مقربين وأوساط في البلدة ، إذ يتردد أن المجذوب سبق وأن وعد خلال الانتخابات الأخيرة “فوزه لمرة واحدة” ، لكن في هذا الاستحقاق وترشيحه ينقل عن مقربين أنه “انقلب على ما سبق ووعد به”.
إذا ، الحراك الإنتخابي في غزة بدأ غليانه يضهر إلى العلن ، والمنافسة لن تكون سهلة ، والتوافق لا يسري عليها (غزة) مع وجود لائحتين أساسيتين ، وقادم الأيام ستخلط الكثير من الأوراق والمفآجات مع وجود قوة سياسية وحزبية ذات ثقل وصاحبة قرار في مجمل الاستحقاقات.
الروضة
أما بلدة الروضة في البقاع الغربي فالأمور حتى الساعة وإن يمكن وصفه بالهادئ ، لكن هذا الهدوء وإن جف فهو لا يرتقى إلى حجم التنافس وإن قل والانكفاء وإن كثر ، وبالتالي فالميدان خال من الفوارس وإن حضرت ، لكن صهيلها ضعيف وصليلها خافت وفارسها ينتظر على تلٍّ وإن بان ضعف الخصم بجسد منهالك ، وإلى حينه كلٌ على حجم إنتاجه وقلة ضعفه فحلبة الصراع على قارعة الإنتظار.