الحشيمي في ذكرى سقوط الأسد: نهاية الكابوس وبداية علاقة جديدة بين لبنان وسوريا

بيان صادر عن سعادة النائب الدكتور بلال الحشيمي
في الذكرى السنوية لسقوط نظام بشار الأسد
تحلّ اليوم الذكرى السنوية لسقوط نظام الأسد المجرم، الحدث الذي شكّل تحولاً مفصلياً في تاريخ سوريا والمنطقة، وأزاح عن كاهل الأمة العربية والأمة الإسلامية كابوساً امتد لعقود. لقد انتهت مرحلة طويلة من القمع والدمار والتهجير التي أصابت الشعب السوري، وتركَت آثاراً مباشرة على لبنان بأهله واقتصاده واستقراره.
إنّ هذه المناسبة تؤكد أنّ إرادة الشعوب قادرة على إسقاط الظلم متى توفرت العزيمة. فقد دفع السوريون ثمناً باهظاً، لكنهم فتحوا باباً لمرحلة جديدة تعيد لسوريا موقعها الطبيعي داخل محيطها العربي والإسلامي.
ومع بداية هذه المرحلة، نؤكد أنّ العلاقة اللبنانية–السورية المقبلة يجب أن تُبنى على أسس واضحة وثابتة:
سيادة كاملة، احترام متبادل، حدود مضبوطة، تعاون منظم، ومصالح مشتركة لا خضوع فيها ولا هيمنة.
هذه المبادئ تشكّل الطريق الصحيح لتصحيح العلاقة بين الدولتين بما يخدم مصلحة لبنان ومصلحة سوريا معاً.
وفي هذه الذكرى، نتوجه بتهنئة صريحة إلى الشعب السوري الشقيق الذي صمد وقاوم واستطاع إسقاط النظام. كما نذكّر بأنّ لبنان وقف إلى جانب السوريين طوال أربع عشرة سنة من المأساة، يوم هُجّر الملايين من بيوتهم. احتضن اللبنانيون إخوتهم رغم قسوة ظروفهم، انطلاقاً من واجب إنساني وأخلاقي لا يُنكر.
واليوم، وبعد انتهاء حقبة النظام، آن الأوان لفتح صفحة جديدة بين بيروت ودمشق: صفحة دولة تحترم دولة، وعلاقة أخوّة حقيقية تقوم على القانون، لا على موروثات الماضي أو محاولات التدخل في الشؤون اللبنانية.
إنّ سقوط النظام السوري هو حدث أعاد الأمل لشعوب المنطقة، ومكسب حقيقي لـ الأمة العربية والأمة الإسلامية.
ونسأل الله أن تشهد سوريا سلاماً واستقراراً، وأن تتعافى ليعود شعبها إلى دياره تحت راية دولة عادلة وقادرة.



