Ad Cover
أخبار زحلة والبقاع

ضهر البيدر… طريق الموت بين وعود السياسيين وسباق الصور الانتخابي

ضهر البيدر… طريق الموت بين وعود السياسيين وسباق الصور الانتخابي

أهالي البقاع بين معالجات ترقيعية آنية… وحلول استراتيجية مؤجلة حتى إشعار آخر

لم تعد طريق ضهر البيدر مجرّد معبر جبلي خطِر، بل تحوّلت إلى مسرح يومي للموت، تدفن فيه الأرواح تحت عجلات الإهمال المتراكم. وبينما ينتظر المواطن خطوة إنقاذ فعلية، انشغل بعض نواب البقاع الأوسط وزحلة في سباق صور ومواقف، كلٌّ يحاول أن يسجّل هدفًا سياسيًا قبل انتخابات 2026 – إن حصلت أصلاً.

في هذا المشهد المتداخل بين وجع الناس ومزايدات السياسة، برزت روايتان: الأولى من السراي الحكومي يقودها النائب بلال الحشيمي، والثانية من مكاتب اللقاءات الإنمائية بقيادة النائب ميشال ضاهر… فيما الطريق نفسها ما تزال تحصي الضحايا.

الحشيمي: خطوات إنمائية عاجلة… وخطة طويلة الأمد

لفت النائب الدكتور بلال الحشيمي عقب اجتماع السراي الحكومي مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ووزير الأشغال فايز رسامني، وبحضور رؤساء بلديات ونواب قضاء زحلة، إلى أن طريق ضهر البيدر يتصدّر الأولويات كملف حيوي وإلحاحي لأهالي البقاع.

أبرز النقاط التي جرى التوافق عليها:

خطة تنفيذية عاجلة تشمل:
إنارة الطريق.
تعزيز السلامة المرورية ووضع تجهيزات لمواجهة الثلوج.
تنظيم حركة السير بشكل يضمن عبورًا آمنًا في مختلف الظروف.
استكمال الأوتوستراد العربي كحل جذري لإعادة وصل البقاع بالعاصمة ضمن رؤية مؤسساتية واضحة.
نفق ضهر البيدر: متابعة المسار التقني للدراسة باعتباره حلًا استراتيجيًا طويل الأمد يخفّف من معاناة التنقل شتاءً.
تنظيم عبور الشاحنات عبر خطة توازن بين الاقتصاد والسلامة بعيدًا عن الفوضى.

الحشيمي شكر رئيس الحكومة على مبادرته والاستماع المباشر لهواجس المنطقة، مؤكّدًا أهمية الشراكة المؤسساتية والاعتماد على الدولة كمسار وحيد للإصلاح.

ضاهر: فصل وسطي، إنارة شمسية، ومعالجات تقنية عاجلة

من جانبه، عقد النائب ميشال ضاهر اجتماعًا موسّعًا في مكتبه مع وفد من وزارة الأشغال ومستشار الوزير وخبراء من شركة «خطيب وعلمي» وعدد من رؤساء بلديات منطقة زحلة، وذلك استكمالًا للقاء البارحة مع رئيس الحكومة.

أبرز الاقتراحات التقنية التي تم بحثها:

تركيب فاصل وسطي من جسر المديرج إلى حاجز ضهر البيدر لمنع الحوادث الناتجة عن تصادم المسارات.

تمييز الطريق بالإشارات والعاكسات الضوئية (Reflectors) في الجزء الذي يصعب فيه وضع الفاصل بسبب ضيق المسافة والحاجة إلى استملاكات قانونية غير متاحة.

إطلاق دراسة لإنارة الطريق بالطاقة الشمسية على مسافة 12 كلم، مع كشف ميداني خلال يومين واجتماع مرتقب في وزارة الأشغال لإقرار المشروع سريعًا.

هذه الإجراءات، بحسب ضاهر، حلول مرحلية قصيرة المدى ريثما تُستكمل الخطط الأكبر، وعلى رأسها الأوتوستراد العربي.

مشروع الأوتوستراد العربي

ضاهر كشف أن رئيس الحكومة كلّف مجلس الإنماء والإعمار بإعداد دراسة مفصّلة لاستكمال المشروع وتأمين تمويله الذي يتجاوز 200 مليون دولار، باعتباره الحل الأكثر جدّية لإنهاء مأساة الطريق.

قرار دولة

بين صور الاجتماعات في السراي ومكاتب النواب، وبين الوعود والخطط والتقارير الفنية، يبقى المواطن هو الحلقة الأضعف… وهو الذي يسلك كل يوم طريقاً يعرف أنها قد لا تعيده حيّاً.
قد تكون الخطوات المطروحة بداية جيدة، لكن ضهر البيدر يحتاج إلى قرار دولة، لا إلى صور سياسية. فهل نرى طريقًا آمنًا قبل 2026… أم تبقى الوعود وحدها المنارة الوحيدة على هذا الطريق المظلم؟

“الموقع غير مسؤول عن محتوى الخبر المنشور، حيث يتم نشره لأغراض إعلامية فقط.”

مقالات ذات صلة