معركة الزعامة السنية في البقاع الغربي.. هل يحسمها رحّال القادم من رحم المستقبل؟

- في دائرة البقاع الغربي، لا يقتصر الصراع على نيل المقعد النيابي فقط، بل تحول إلى معركة نفوذ على الزعامة السنية في واحدة من أكثر المناطق حساسية على الخريطة السياسية اللبنانية.
يتقدم المشهد النائب الحالي حسن مراد، الذي رسّخ حضوراً خدماتياً متيناً في مساعدة عدد من بلديات المنطقة، في مواجهة مع تيار المستقبل الذي يسعى لاستعادة موقعه التاريخي في الشارع السني بعد فترة من الغياب والارتباك.
وسط هذا التجاذب، يبرز الوزير السابق محمد رحّال كوجه سنّي ولد من رحم المستقبل، يسعى لفرض نفسه كخيار أساسي ومشروع سياسي بدأه منذ عام 2008 مع التيار الأزرق، وبلغ ذروته مع تسلمه وزارة البيئة في حكومة سعد الحريري الأولى. أثبت رحال حضوره السياسي والخدماتي في مناطق البقاع الغربي وراشيا، مع تواجده الدائم بين جمهور المستقبل ومحازبيه، ليعبر عن جيل جديد يحمل هموم الشارع السني ويريد الارتقاء به بعيداً عن مآسي الماضي.
حسن مراد: حضور وتحالفات راسخة
يخوض حسن مراد السباق النيابي بثقة مستمدة من إرث والده عبد الرحيم مراد، وحضور من خلال مؤسسات الغد الأفضل في البقاع الغربي وراشيا. يجمع مراد بين العمل الخدماتي المكثف في مؤسساته وتحالفات سياسية قوية مع قوى فاعلة، ما يجعله “رقماً صعباً” يصعب تجاوزه في أي معادلة انتخابية.
مع ذلك، يرى خصومه أن هذا الثبات قد يتحول إلى عبء في مرحلة التغيير، حيث تتصاعد الأصوات الداعية إلى “تجديد الزعامة السنية” وفتح الباب أمام جيل سياسي جديد.
المستقبل: عودة تبحث عن هوية
بعد سنوات من الانكفاء، يحاول تيار المستقبل استعادة حضوره عبر البقاع الغربي التي تعتبر بالنسبة لقياداته الركيزة الأساسية للتمثيل السني. النجاح في هذه الدائرة يعني استعادة التوازن داخل البيت الأزرق.
لكن التحدي الحقيقي يكمن في “استعادة ثقة الشارع السني بعد خيبات متراكمة”، ما يجعل المواجهة مع مراد “أكثر تعقيدًا وأبعد من مجرد تنافس انتخابي”.
محمد رحّال: البديل الصاعد من رحم التناقضات
وسط احتدام الصراع بين الاتحاد والمستقبل، يبرز محمد رحّال كوجه مستقبلي قادر على المواجهة، خصوصاً بعد تجربته التي مكنته من إدارة أزمة اقتصادية طاحنة، لاسيما في القطاع التربوي، حيث أنقذ رحال عدداً من المدارس الخاصة التابعة للمقاصد الإسلامية وغيرها من الإقفال، محافظاً على موظفيها وكوادرها التعليمية والإدارية والطلابية من التسرّب والضياع، مما عزز مكانته كقائد عملي ومخلص لقضايا الناس.
المقعد السني: عنوان لهوية لا مجرد موقع
ما يجري في البقاع الغربي ليس فقط سباق أصوات، بل سباق على تعريف الزعامة السنية وشكل تمثيلها في زمن يتراجع فيه نفوذ الزعامات التقليدية، وتنتشر فيه الوجوه المستقلة التي تحمل مشروعًا جديدًا للتمثيل.
حزب الاتحاد يسعى إلى تثبيت زعامته وتوسيع نفوذه، ورحال يرسم طريقاً يردّد صوت الشارع الباحث عن توازن جديد.
السيناريوهات المحتملة: من الأقوى؟
إذا حافظ حزب الاتحاد على تماسك تحالفاته، فسيبقى في موقع متقدم انتخابيًا، فيما يعتمد محمد رحال، القادم من رحم المستقبل، على تحالفات متوقعة مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية.
زعامة على المحك
بين مراد الراسخ بخبرته، ورحال الفارض نفسه بقوة في المعركة الانتخابية النيابية المقبلة، تدور معركة حاسمة على هوية الزعامة السنية واتجاهها في رسم خارطة البقاع الغربي السياسية.
هذا الصراع يتجاوز الأسماء إلى عمق التحولات في المزاج الشعبي والسياسي.
خاتمة
يبقى السؤال معلقاً: هل سيكرس حسن مراد زعامته البقاعية، أم سينجح محمد رحال في اختراق هذا الجدار السياسي، معيداً الزعامة السنية؟.




