عملية احتيال وانتحال صفة إعلامية… عبر صفحات فيسبوك!

في زمن أصبح فيه التعدي على المهن أمراً معتاداً، تطلّ علينا ظاهرة جديدة تستدعي التوقف والمحاسبة، بل وتستدعي تدخّل الجهات الرقابية فورًا: صفحات على “فيسبوك” تلبس ثوب الإعلام كذبًا، وتنتحل صفة المواقع الإخبارية المحترفة!
فقد بدأ بعض من لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالإعلام أو الصحافة، بإنشاء صفحات “Page” على فايسبوك، واختيار أسماء مستوحاة من عناوين صحفية، ثم يضيفون ببساطة كلمة “News” في نهاية الاسم… وهكذا، يصبحون “إعلاميين” بنظر أنفسهم، وينطلقون بنشر “أخبار” دون أي مرجعية، لا مهنية ولا قانونية!
هؤلاء الأشخاص، في واقع الأمر، لا يديرون مؤسسات ولا يملكون تراخيص ولا يخضعون لأي رقابة من المجلس الوطني للإعلام أو وزارة الإعلام، بل إن ما يقومون به يُعد احتيالاً صريحاً وانتحال صفة إعلامية يجب ملاحقتهم عليه قانوناً.
الفرق واضح… بين الموقع الإعلامي الحقيقي وصفحة فيسبوك وهمية:
الفرق بين موقع إخباري رسمي على Google و صفحة Facebook (Page)
الترخيص القانوني مرخّص ومسجّل لدى المجلس الوطني للإعلام لا ترخيص، ولا أي جهة رقابية
الخضوع للرقابة يخضع لقوانين وزارة الإعلام وميثاق الشرف الإعلامي لا رقابة ولا محاسبة
المصداقية والمرجعية يعتمد على مصادر موثوقة ويدار من قبل صحفيين محترفين لا مصادر واضحة، ولا مهنية في العمل
أرشفة الأخبار الأخبار مؤرشفة ومُوثقة على Google ويمكن العودة لها في أي وقت الأخبار تختفي تدريجياً ولا تُبحث ولا تُعتمد كمصدر
قيمة الخبر ذو قيمة إخبارية، يمكن الاستشهاد به رسمياً أو أكاديمياً لا يُعتمد كمصدر رسمي أو إعلامي
قابلية المتابعة والتحليل يمكن تتبع أداء الخبر، تحليله، أرشفته، وتوثيقه يختفي في سيل المنشورات بعد دقائق
الحضور في الإعلام المحلي والدولي يظهر في نتائج البحث العالمية، وله نطاق وتأثير واسع محصور بجمهور المتابعين للصفحة فقط
المسؤولية القانونية يتحمّل مسؤولية المحتوى أمام القانون لا مسؤولية، ويمكن حذف الصفحة أو تبديل الاسم في أي وقت
إن ما نراه اليوم هو تشويه لصورة الإعلام الحر والمهني، وضرب لمصداقية العمل الصحفي في عمقه. فالإعلام ليس “بوست” عشوائي، وليس صورة مع تعليق… الإعلام رسالة، ومهنة، وأمانة، ومن يعبث بها يُعتبر متجاوزًا على المجتمع والوعي العام.
ونحن، كعاملين في المجال الإعلامي الشرعي، ندق ناقوس الخطر، ونطالب الجهات المختصة بمحاسبة كل من ينتحل صفة إعلامية عبر مواقع التواصل، ويضلل الرأي العام باسم “الخبر”.
الإعلام الحقيقي لا يُصنع على فايسبوك، بل يُبنى بمهنية، وأخلاق، وخبرة… ومنصّاته ليست مجانية وفوضوية، بل شرعية وموثقة ومسؤولة.