جهوزية الجيش اللبناني التامة للانتشار في جنوب الليطاني: بين التخطيط والتنفيذ

داود رمال – “اخبار اليوم”
أعلنت قيادة الجيش اللبناني جاهزيتها الكاملة لتنفيذ خطة الانتشار جنوب نهر الليطاني، والتي وضع تفاصيلها قائد الجيش العماد جوزاف عون مع فريق عسكري متخصص، وشرحها في مجلس الوزراء. هذه الخطة تأتي استجابة للمرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، مع تأكيدها على الالتزام التام بتنفيذ آلية وقف إطلاق النار، في إطار تطبيق قرارات الأمم المتحدة، ولا سيما القرار الدولي 1701.
مضمون الخطة وآلية التنفيذ
الخطة التي وضعتها قيادة الجيش تهدف إلى تعزيز الانتشار العسكري في منطقة جنوب الليطاني لضمان الأمن والاستقرار ومنع أي خروقات. وقد شُرحت تفاصيلها خلال جلسة حكومية خصصت لمناقشة التحديات الأمنية، حيث أبدى العماد جوزاف عون جاهزية المؤسسة العسكرية لتنفيذ المهام الموكلة إليها.
البحث مع الرئيس بري
لم تقتصر التحضيرات على المستوى الحكومي، إذ بحث العماد جوزاف عون الخطة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تم التركيز على توفير الدعم الكامل من مختلف القوى السياسية لضمان نجاح الجيش في مهمته الوطنية. كما تم التأكيد على أهمية تكاتف الجهود بين المؤسسات لضمان بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وصولا إلى الحدود الدولية.
الغطاء السياسي والشعبي
تتمتع قيادة الجيش اليوم بغطاء سياسي واسع وغير مسبوق من مختلف المكونات اللبنانية، ما يعزز ثقة المؤسسة العسكرية في تنفيذ خططها. هذا الدعم السياسي يترافق مع تأييد شعبي قوي للجيش، باعتباره الضامن الأول للاستقرار والرمز الأبرز لوحدة لبنان وسيادته.
التحديات والفرص
رغم التحديات الميدانية المرتبطة بواقع التوتر الإقليمي والحاجة لتنسيق مستمر مع قوات “اليونيفيل”، إلا أن الجيش اللبناني يظهر عزيمة واضحة لتنفيذ مهامه. ويُعتبر هذا الانتشار فرصة لتأكيد قدرة الجيش على الحفاظ على الاستقرار وتطبيق القرارات الدولية، ما يعزز مكانة لبنان أمام المجتمع الدولي كدولة ذات سيادة قادرة على إدارة شؤونها الأمنية.
تجسد خطة انتشار الجيش جنوب الليطاني خطوة محورية في إعادة فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. ومع امتلاك قيادة الجيش الدعم السياسي الكامل والإجماع اللبناني، تبقى العيون شاخصة نحو هذه المؤسسة الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار في واحدة من أكثر المراحل حساسية في تاريخ لبنان الحديث.