Ad Cover
أخبار زحلة والبقاع

زحلة معركة يتنافس فيها الأقطاب وتتفلت منها الأحزاب وغزالي أسقط على غير غرّة وسكاف ” سيدة المشهد”

تحالف قواتي-سكافي-مستقبلي "تغييريين يرفضون التغيير" في بلدية زحلة

اليكو جحا – Leabnon Politics

زحلة ٤/٤/٢٠٢٥

تحالف قواتي-سكافي-مستقبلي “تغييريين يرفضون التغيير” في بلدية زحلة

حرّكت “دعوة وزير الداخلية والبلديات الهيئات الناخبة الذي وقّعه وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار مؤخراً للانتخابات البلدية في جبل لبنان” ، و”إصرار” الرئيس بري على إجراء الإنتخابات البلدية في كل لبنان ، وتأكيده على إجراء الإنتخابات “حتى ولو على التراب” ، حرّك المياه الراكدة “واضعين الجميع أمام استحقاقٍ طال تأجيله تحت وطأة الأزمات السياسية والاقتصادية”، وبعد سنوات من الشلل والتمديد القسري ، تأتي الانتخابات لتعيد الحيوية إلى الساحة المحلية، وتسابق الزمن في “صوغ التحالفات” السياسية والحزبية والعائلية لتعكس واقع التحالفات في الاستحقاقات الانتخابية القادمة (الإنتخابات النيابية) ، انتخابات قائمة بلا شك بمعزل عما يناقش داخل مجلس النواب والوزارة تؤكد ان الانتخابات في مواعيدها.

القوات اللبنانية.. ديل
تتجه الأنظار إلى زحلة، حيث تمتزج الحسابات العائلية بالتوازنات السياسية ، ورغم الطابع المحلي لهذا الاستحقاق ، لا يمكن تجاهل نفوذ الأحزاب الكبرى وتأثيرها على سير المعركة الانتخابية. فالقوات اللبنانية تُعدّ القوة المسيحية الأبرز والنفوذ التجييري في زحلة ، إذ أثبتت قدرتها على حصد نسبة كبيرة من الأصوات خلال الانتخابات النيابية الأخيرة. سريعاً حسمت “القوات” خيارها بشأن المرشح الذي ستدعمه لرئاسة البلدية ، وفي هذا السياق ، فاوضت الأطراف المحلية راكم نجاحه تدخلات من “معراب” فارضةً تحالفاً جعلها أمام واقع التحدي الأصعب في تاريخ التحالفات السياسية والحزبية الزحلية.
تدخلات معراب في الخيارات التحالفية في بشري انعكس إيجاباً وطالت شظاياها فأصابت من زحلة مقتلاً للمتخاصمين ، فأسهم تحالف بشري في ردم الهوة بين “القوات” و”ميريام” ، الأمر الذي وضع القوات في مكان لا يسمح لها في تعديل موقفها، ما يترك الباب مفتوحاً أمام خيارات جديدة.

اتفاق بشري ما بين شقيق السيدة ميريام والقوات اللبنانية انعكس إيجاباً في زحلة حيث كلف الدكتور جعحع قيادة القوات التنسيق والتحالف مع ميريام وستكون الانتخابات البلدية تمهيدية للتحالف في الانتخابات النيابية القادمة (إذا ما صدقت النوايا) ، وهذا ما يعارضه بعض الجهات الحزبية في زحلة خوفا على مقعده الذي ستحتله السيدة ميريام في الصيف المقبل وتعمل مكنة القوات على تجنيد متطوعين في مكنة سكاف وتدريبهم وكودرتهم بعدما فقدت سكاف مكنتها وقوتها ، فدأبت على إعادة هيكلة ماكينتها الإنتخابية بعد أن أصابت تغييراتها في مكتبها مقتلاً من بعض المنتفعين ، ليأتي التشارك التوافقي بين القوات وميريام ثمرة حصاد بشراوي برعاية من معراب التي أوعزت إلى نوابها وقيادة القوات في زحلة “فرض” تحالف مع سكاف ، وهو أمر يشكل انسجاماً مع تطلعات الفريقين المتحالفين الجدد بلدياً ما قد ينسحب تاسيساً انتخابياً نيابياً مستقبلاً.

القوات

فالقوات اللبنانية التي حصل نائباها جورج عقيص على 6036صوتاً والياس أسطفان على 3641صوتاً في إنتخابات 2022 ومرشحها ميشال تنوري على 1006أصوات، ما يعني أن حجم القوات هو 10683صوتاً في العام 2022، أما اليوم في انتخابات 2025 انخفضت أصوات القوات بنسبة نحو 20 في المئة أي 8000صوتاً.

التيار الحر

أما التيار الحر الذي أعطى سكاف 2215صوتاً في الإنتخابات النيابية عام 2022 لصالح النائب سليم عون ، اليوم التيار الحر يملك 1000صوتاً في استحقاق 2025، وبالتالى تكون خسارة التيار الحر ما نسبته نحو 53 في المئة ، ساعياً إلى تعزيز وجوده من خلال تحالفات تضمن له دوراً فاعلاً في زحلة والبلدات المجاورة ، معتمداً (التيار) على استراتيجيته المعتادة في محاولة تحقيق توازن بين الوجود السياسي والامتداد المحلي.

الثورة

أما ما يسمى لائحة قوى “الثورة” والتي حصدت 1450صوتاً في مدينة زحلة لمرشحها عيد عازار عام 2022، اليوم ترشح على رئاسة البلدية المهندس زياد الترك.

الكتائب

أما حزب الكتائب اللبنانية الذي تبنى ترشيح سمير صادر عام 2022 وقدم له 450صوتاً من أصل 761صوتاً في زحلة ، اليوم الكتائب لا تزال تحافظ على الوتيرة نفسها دون زيادة أو نقصان.

الطشناق

أما أصوات حزب الطشناق – الأرمن ، الذين يشكلون 3698صوتاً موزعين على (أرمن ارثوذكس 2996صوتاً) و(أرمن كاثوليك 702صوتين)، فهم ينتخبون 35 في المئة في زحلة ، منهم فقط 435صوتاً لصالح النائب جورج بوشكيان في انتخابات 2022، الأمر الذي يبين أن حزب الطشناق لم يمن على أكثر من هذه النسبة أي 35 في المئة من أصوات الأرمن مجتمعين.

الأحرار

أم حزب الوطنيين الأحرار لا تتجاوز قوتهم التجييرية في مدينة زحلة الـ150صوتاً لا يزالوا حتى إعداد هذا التقرير غير واضحين لمن ستصب أصواتهم ولم يقرروا من سيدعمون أي لائحة في إنتخابات 2025.

الكتلة الشعبية

أما الكتلة الشعبية برئاسة السيدة ميريام سكاف والتي حصلت في الإنتخابات النيابية 2022 في مدينة زحلة على 2192صوتاً ، يتوقع في انتخابات البلدية 2025 مع لائحتها أن تحصد فقط 2800صوتاً.

فرئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام سكاف تحتل المرتبة الرابعة انتخابياً في زحلة، إذ سجلت أرقاماً قريبة من ضاهر والتيار الوطني الحر داخل المدينة. ومع ذلك، تحتاج الكتلة إلى تحالفات قوية للحفاظ على مكانتها في المشهد السياسي الزحلاوي، خصوصاً أن تأثيرها في البلدات أقل مما هو عليه في المدينة. من هنا جاء تحالفها مع القوات والمستقبل (وإن نفى ذلك) ليشكل تأميناً لتثبيت قوتها التجييرية شرط انتفاء التشطيب والطعن في الاتفاق التحالفي لحظة عملية التصويت ، وهذا هو عامل الخوف الذي ينتاب سكاف ربطاً بتجاربها الإنتخابية السابقة.

الثنائي

أما الثنائي الشيعي (ح-ز-ب الله وأمل) والذي حصد عام 2022 في الإنتخابات النيابية الأخيرة 4362صوتاً لصالح النائب رامي أبو حمدان ، اليوم في استحقاق 2025 يشكل قوة مضافة ، إذ أنها تشكل 4450صوتاً في مدينة زحلة.

د. ساسين

اللافت أن الدكتور يوسف نجيب ساسين الذي ترشح عام 2022 ولم يحض بالانضمام إلى لائحة أدى حينها إلى انسحابه من السباق (الإنتخابات النيابية 2022) ، ومع استحقاق البلدي 2025 يشكل قوة تجييرية 1446صوتاً ، و يحظى بإحترام عائلته الكبيرة في زحلة و يعود ذلك لعدم إقفال مكاتبه ومروحته الخدماتية الآخذة في التوسع في زحلة وقضائها على عكس النواب الحاليين الذين فازوا بإرادة الآخرين وأحزابهم فضلاً عن مرشحي المرحلة والصدفة.

معلوف

أما عائلة آل معلوف التي تمتلك قوة تجييرية حوالي 1600صوتاً مجتمعةً ، أصابها هذا العام 2025 مقتل “الإنقسام” على الذات بين النائب الأسبق يوسف المعلوف الداعم للائحة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب في حين أن النائب السابق قيصر المعلوف يدعم لائحة تحالف القوات اللبنانية والمستقبل وميريام سكاف من خلال “فرض” وليد الشويري كمرشح على لائحة التحالف تلك.

زغيب

أما رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب فقوته التجييرية تساوي أو تعادل آل المعلوف والثورة وآل فتوش ، فقوته التجييرية لا تتجاوز الـ1500صوتاً.

ضاهر

أما النائب الزحلي ميشال ضاهر الذي يعلم و يفهم حساسية العائلات في زحلة والذي حصد بالانتخابات النيابية 2022 على 2168صوتاً ، يتوقع بالانتخابات البلدية الحالية 2025 أن تتزايد قوته (ضاهر) الـ١٩٠٠ صوتاً في مدينة زحلة ستصب كقيمة إضافية لصالح مرشحه أسعد زغيب ، ورغم وضوح دعمه لزغيب ، لا يزال ضاهر يتبنّى موقفاً صامتاً ، مؤكدًا في مجالسه الخاصة أنه يدعم خيارات العائلات الزحلاوية دون تدخل مباشر.

العائلات

لا يخفي على أحد الحضور العائلي وقرارها المغاير للسياسية والحزبية والطارئين على السياسة في زحلة ومن خارجها ، الراكبين موجة التغييريين الجُدد ، فالعامل العائلي والخدماتي قد يتفوق في بعض الأحيان على الحسابات السياسية والحزبية ، ما يجعل مهمة الأحزاب أكثر تعقيداً. علاوة على ذلك ، تشكل الفترة الزمنية الفاصلة بين الانتخابات البلدية والنيابية تحدّياً إضافياً للأحزاب، حيث قد تؤثر نتائج هذا الاستحقاق على التحالفات والتوجهات في انتخابات أيار 2026.

العائلات

الحراك البلدي القائم وتأليف اللوائح والتحالفات والجمع والطرح والقسمة والتعداد والتجيير وبورصة الأرقام ، فإن “المفارقة” التي غافلين عنها مطابخ اللوائح والتحالفات البلدية في زحلة ، والتي يبدو أنها رست على ثلاث لوائح أساسية: لائحة تحالف القوات ـ سكاف ـ المستقبل ـ التيار الحر ـ الكتائب ـ الأحرار ـ التجمع الزحلي ـ المعلوف والعائلات ، ولائحة أسعد زغيب مع العائلات ، ولائحة المجتمع المدني التي تعمل على شبك خيوطها مع العائلات الكبرى والصغرى معاً ومع قوى تغييرية.

وأمام مشهدية الصورة التحالفية التي لا تزال قابلة “لخلط الأوراق” ، فإن الصراع على القوة التجييرية الثالثة وهي العائلات التي تشكل 6آلاف صوتاً ، يضاف إليها المفارقة التي ستكون صاعقة ، وتتمثل في شكل “بيضة القبان في نتائج الفوز” .

خيار غزالي

بين الحياد والمواجهة ، خيارات صعبة في ظل هذا المشهد المعقد، تواجه القوى السياسية خيارين: إما التزام الحياد للحفاظ على رصيدها الشعبي، أو خوض المنافسة بكل قوتها، مع ما قد يحمله ذلك من تداعيات على المستقبل السياسي. في المقابل، قد يجد بعض المرشحين المستقلين فرصة لتعزيز حضورهم مستفيدين من الانقسامات داخل الأحزاب الكبرى.

فخيار الثلاثي “القواتي ـ سكاف ـ المستقبل” على رئاسة بلدية زحلة رجل الأعمال السيد سليم غزالي “الشريك الاستراتيجي” لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في الخليج ، وفقاً لمصادر متابعة في المطبخ الانتخابي لمجريات التحضيرات للإنتخابات البلدية وصوغ تحالفاتها لـ”Lebanon Politics” أثمر عن إسقاط إسم غزالي من قبل الوزير جو عيسى الخوري الذي لعب دوراً تنسيقي بين ميريام والقوات ، والذي سيكون الممول للائحة السكافية – القواتية ومتفرعاتها التحالفية الحزبية ومعها المستقبل والمطعمة ببعض العائلات ، مما سيجعل المنافسة على رأس الأنف مع زغيب ـ ضاهر لتنحصر المنافسة بسن لائحتين خاصةً وأن توجه ح-ز-ب الله داعم لسكاف اضافة الى التيار الوطني و الطاشناق والاتحاد السرياني وأيضاً بطبيعة الحال الكتائب اللبنانية ، ليبقى مكون “المعارضة التغييرية” وحيدة في مواجهة تحالف اللائحتين واصفين ذلك التحالف مع ما بختزنه من مكونات العهد السابق إلى حالة “إنقلابية” بحيث أن “تحالف اللائحتين التغييريين يرفضون التغيير في بلدية زحلة”.

في المحصلة، تبدو انتخابات زحلة البلدية أكثر من مجرد استحقاق محلي ، إذ تحمل في طياتها أبعاداً سياسيةً ستنعكس على المشهد اللبناني الأوسع في السنوات المقبلة.

“الموقع غير مسؤول عن محتوى الخبر المنشور، حيث يتم نشره لأغراض إعلامية فقط.”

مقالات ذات صلة