بالصور- طوق أمني في السويداء مع سريان الهدنة… والبدء بإجلاء العائلات المحتجزة

أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، في تصريحات نقلتها وكالة “سانا”، عن التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج المدنيين الراغبين في المغادرة موقتاً، إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى منازلهم.
وأكد المسؤول الأمني أن قوات الأمن ملتزمة بتأمين خروج المدنيين الراغبين بالمغادرة، كما ستوفر إمكانية الدخول للراغبين بالعودة، في إطار جهود التهدئة وضمان سلامة السكان.

وفي السياق نفسه، أشار إلى أنه تم فرض طوق أمني في محيط مدينة السويداء بهدف تأمينها ووقف الأعمال القتالية، في ظل التوترات التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الأخيرة.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تسعى فيه الجهات المعنية إلى احتواء الوضع الميداني وتفادي انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد.

ودخلت الأحد أول قافلة مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر السوري الى مدينة السويداء في جنوب سوريا، غداة إعلان وقف لإطلاق النار أعقب أسبوعاً من اشتباكات على خلفية طائفية أوقعت أكثر من 1100 قتيل، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتُقوّض أعمال العنف الأخيرة جهود السلطات الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع في بسط سلطتها على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة أشهر على إطاحة الحكم السابق. كما تعيد طرح تساؤلات إزاء قدرة السلطات على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف طالت مكونات عدة خلال الأشهر الماضية، أبرزها العلويون.
وشهدت السويداء هدوءاً حذراً الأحد، وفق مراسلين لفرانس برس في المدينة وعلى أطرافها، توازياً مع انتشار عناصر الأمن الداخلي في أجزاء من المحافظة بموجب إعلان الرئاسة السورية وقفاً لإطلاق النار السبت.
وأتاح ذلك دخول أول قافلة محملة مساعدات إنسانية إلى المدينة التي بدت مقفرة بعد نزوح غالبية سكانها البالغ عددهم 150 ألف نسمة.

وقال مدير الإعلام والتواصل في الهلال الأحمر عمر المالكي لفرانس برس “هذه أول قافلة تدخل بعد الأحداث الأخيرة… بالتنسيق مع الجهات الحكومية والسلطات المحلية” في المدينة.
وتضمّ المساعدات سلالاً غذائية ومستلزمات طبية وطحيناً ومحروقات وأكياساً للجثث، بحسب المالكي.
ولا تزال الجثث تملأ مشرحة المستشفى المركزي في السويداء وبعض غرفه، وفق صور التقطها مصور لفرانس برس، بينما يعمل الطاقم الطبي المنهك بين جثث موزعة في المكان، بعضها مكشوف.
وأكد المرصد أنّ “هدوء حذراً” يسود جبهات القتال منذ منتصف ليل السبت الأحد، محذراً من “تدهور الأوضاع الإنسانية والنقض الحاد في المستلزمات الطبية”.
واندلعت أعمال العنف في 13 تموز/يوليو بين مسلحين دروز وآخرين من البدو، قبل أن تتدخل فيها القوات الحكومية ثم مسلحين من العشائر الى جانب البدو، وفق المرصد وشهود. وفاقمت ضربات اسرائيلية على مقار رسمية في دمشق وأهداف عسكرية في السويداء، الوضع سوءا.

تبادل محتجزين
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية “إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة”، في خطوة قال المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية خلدون الأحمد إنها جاءت “استجابة لنداء رئاسة الجمهورية وبنود الاتفاق”.
وبعيد إعلان الشرع اتفاق وقف إطلاق النار وتعهده مجدداً بحماية الأقليات، شاهد مراسل لفرانس برس في الجزء الغربي من مدينة السويداء ألسنة النيران ترتفع من عشرات المنازل والسيارات، بينما كان مسلحون يحرقون متاجر بعد نهبها.
وفي وسط المدينة، شاهد مصور لفرانس برس شعارات طائفية تركها المسلحون خلفهم على جدران منازل، تتضمن إهانات للدروز وتتوعدهم بـ”الذبح”.

على منصة إكس، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك “لا يمكن احتواء الأعمال العدائية المتصاعدة إلا من خلال اتفاق على وقف العنف وحماية الأبرياء”.
وأضاف “أما الخطوة الأساسية التالية على طريق الشمول وخفض التصعيد المستدام، فهي تنفيذ عملية تبادل كاملة للأسرى والمعتقلين، والتي يجري حالياً الإعداد لترتيباتها اللوجستية”.
وأفادت وكالة سانا الرسمية مساء الأحد بأنّ “المفاوضات لا تزال جارية” من أجل “تبادل المحتجزين بين عشائر البدو والمجموعات المسلحة في السويداء”.
وجاء إعلان دمشق السبت عن وقف لإطلاق النار بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة عن هدنة بين سوريا وإسرائيل التي تعهدت مراراً بحماية الدروز، وسبق لها أن حذّرت السلطات الانتقالية من أنها لن تسمح بوجود قواتها في جنوب سوريا على مقربة من هضبة الجولان التي تحتل أجزاء واسعة منها منذ 1967.
1120 قتيلاً و128 ألف نازح
وأوقعت الاشتباكات التي تخللها عمليات اعدام وانتهاكات، 1120 قتيلاً خلال أسبوع بينهم قرابة 300 مدني درزي، بحسب أحدث حصيلة للمرصد الأحد.

كما دفعت أكثر من 128 ألف شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.