زحلة على صفيح انتخابي ساخن… تحالفات تتفكك وأخرى تُصاغ في الخفاء: من يرسم ملامح المعركة المقبلة؟

ليبانون بوليتكس
قبل أشهر قليلة من الاستحقاق النيابي، تبدو زحلة وكأنها مدينة تتحضّر لمعركة سياسية غير مسبوقة. نبض الشارع يتغيّر، الاجتماعات تتكثّف، التحالفات ترتسم ثم تتلاشى، والوجوه التقليدية تجد نفسها أمام موجة جديدة من المرشحين المستقلّين العائدين من عالم الأعمال أو الاغتراب بخطاب مختلف، فيما العائلات الزحلية — الثقل التاريخي في أي سباق انتخابي — تراقب وتستعد لحسم خياراتها.
إنه المشهد الأكثر تعقيداً منذ سنوات، حيث تتداخل السياسة بالحسابات العائلية، والأحزاب بالتغيير، والوجوه الجديدة بمراكز القوى التقليدية… لتولد انتخابات يُنتظر أن تكون الأكثر سخونة في عاصمة البقاع.

عودة اللاعبين التقليديين… وصعود وجوه جديدة
حراك سياسي متسارع
تعيش زحلة والبقاع الأوسط منذ أسابيع على إيقاع تحرّكات ناشطة للقوى الحزبية والنواب السابقين والطامحين الجدد. الاجتماعات تتوالى، منازل الشخصيات السياسية تتحول إلى غرف تنسيق، والاتصالات مع العائلات تُستعاد بوتيرة عالية استعداداً لـ”المنازلة الكبرى”.
الأحزاب التقليدية — القوات، التيار، الكتلة الشعبية — بدأت بترتيب صفوفها، مستفيدة من نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية التي منحت مؤشراً أوّلياً حول موازين القوى.
وجوه تغييرية تكسر النسق
هذا العام، ثمّة عنصر جديد يربك الحسابات: وجوه مستقلة وشخصيات اغترابية تستعد لاقتحام المشهد، بعضها يملك رصيداً مالياً وتنظيمياً يسمح له بتشكيل لائحة متكاملة تُطرح كبديل عن الاصطفافات الكلاسيكية.
المعلومات تشير إلى أن رجل أعمال كاثوليكي مغترب يقود مشاورات لتشكيل لائحة “مختلفة” بخطاب تغييري واضح، مستنداً إلى رغبة شريحة متزايدة من الناخبين في قلب الطاولة التقليدية.

العائلات… الحكم الفصل
العائلات الزحلية بدأت بإعادة رسم تموضعها. ومع أن المزاج لم يُحسم بعد، إلا أن ثمّة ثابتة واحدة تتردد على ألسنة معظم الفعاليات: لا مرشح كاثوليكياً أو مارونياً من خارج زحلة.
وهو موقف راسخ يفرض على القوى السياسية التعامل معه بحذر شديد في مرحلة اختيار الأسماء.
المقعد الشيعي… بحث عن بديل
على ضفة أخرى، تبدو الساحة الشيعية أمام مرحلة إعادة تموضع. الاتجاه يميل نحو تقديم مرشح مستقل ولكن غير محسوب مباشرة على الثنائي، منعاً لأي موجة اعتراض أو مقاطعة من بقية القوى والناخبين. اسم يحظى بقبول واسع ويتمتع بعلاقات جيدة في زحلة و أصبح معروفا” للجميع نظرا” لخدماته و مصداقيته و قربه من كل المكونات البقاعية و الزحلية .
الساحة السنية: غياب المستقبل… وحرية للمرشحين
أما المقعد السني، فالمشهد أكثر حساسية:
قيادة «التيار الأزرق» حسمت عملياً عدم المشاركة ترشيحاً، تاركةً حرية القرار للناخبين.
الرسالة الأوضح: الترشح شخصي، والصفة المستقبلية غير قابلة للاستغلال. بيان مرتقب سيصدر قريباً لوضع حدّ نهائي لأي التباس أو محاولة استثمار سياسي بإسم «التيار».
لوائح غير ناضجة… وسباق مفتوح على الحواصل
حتى اللحظة، لا توجد لائحة مكتملة المعالم.
لكن المشهد يشير إلى أربعة اتجاهات أساسية:
- لائحة القوات وتحالفاتها الثابتة. تستند إلى ماكينة انتخابية منظّمة ونجاحات بلدية، وتسعى لحفاظ على حضورها التقليدي.
- لائحة التيار الوطني الحر وشركائه السابقين
تعمل على إعادة بناء تحالفات الدورة الماضية رغم التعقيدات. - الكتلة الشعبية، تراهن على أعادة حجمها السابق وانتشارها الاجتماعي، مع محاولة توسيع قاعدة التحالفات.
- لائحة المستقلين/الخليط الجديد، تضم شخصيات مستقلة تُراهن على موجة التغيير والخيبة الشعبية من القوى التقليدية.
وفي الخلف، يراقب النائب ميشال ضاهر المشهد من بعيد، موزّعاً ملاحظاته، ومتنبّهاً لنتائج الانتخابات البلدية… وقد يعمل على تشكيل لائحة تؤمّن له رافعة صوتية تكفي لضمان حاصل يضعه في صدارة السباق قد تضم شخصيات بقاعية و زحلية وازنة حسب مصادر ليبانون بوليتكس مما سيرفع الحواصل بشكل مفاجئ ويسبب الصدمة الزحلية كما صرح لنا أحد المخضرمين في العمل الإنتخابي .
زحلة تتهيّأ لانتخابات مفصلية
ما بين القوى التقليدية والوجوه الطامحة، وما بين العائلات والشارع الشبابي، وما بين الثابت والمتغيّر، تتجه زحلة نحو استحقاق انتخابي استثنائي قد يعيد رسم الخريطة السياسية في عاصمة البقاع.

الصورة لا تزال ضبابية، اللوائح غير مكتملة، الاحتمالات مفتوحة، والتحالفات قابلة للانفجار في أي لحظة… لكن المؤكد أن زحلة تستعيد اليوم نبضها السياسي بكل قوته، وأن المعركة المقبلة ستكون واحدة من أكثر المعارك حماسة وإثارة منذ سنواتٍ طويلة.
إعداد وتحرير: ليبانون بوليتكس – القسم السياسي والإنمائي



