Ad Cover
أخبار زحلة والبقاع

معركة المقعد الأرثوذكسي… زلازل صامتة تُعيد رسم خريطة البقاع الغربي وراشيا

معركة المقعد الأرثوذكسي… زلازل صامتة تُعيد رسم خريطة البقاع الغربي وراشيا

مع انقضاء “البرودة السياسية” التي فرضتها زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان، عادت ديناميكية المرشحين في دائرة البقاع الثانية – البقاع الغربي وراشيا – لتشتعل، ولكن بوتيرة متفاوتة بين مقعد وآخر، وضمن الحسابات الدقيقة نفسها التي لطالما ميّزت هذه الدائرة الحسّاسة. غير أن المقعد الأرثوذكسي يبدو اليوم كأنه بوصلة المعركة الحقيقية، المجال الأكثر جذباً للتجاذبات والتفاهمات والانقلابات الهادئة.

عبود بين التحالفات المتأرجحة… و”عقدة” القوات

في المشهد الأول، يظهر المرشّح المحامي جورج عبود وقد قطع شوطًا مهمًا نحو تثبيت تحالفه مع النائب وائل أبو فاعور، ضمن محور يمتد تلقائياً إلى «القوات اللبنانية». غير أن هذا الامتداد اصطدم بمعضلة القوات على المقعد الماروني، حيث تسعى بكل ثقلها إلى تحقيق انتصار “رمزي واستراتيجي” على خصمها الأزلي «التيار الوطني الحر».

هذه “العقدة” أعادت خلط الحسابات، إذ تحوّل عبود فجأة إلى مرشّح أكثر تحرّرًا من أي التزام كامل، بعدما وجد نفسه في قلب منطقة ضبابية من التحالفات، لكنها في الوقت نفسه منحته فرصة صياغة خياراته بمرونة أكبر.

الفرزلي… الحضور الدائم بين الضياع واللاخيار

أمّا على الضفة الأخرى، يقف إيلي الفرزلي، حالة سياسية دائمة الحضور وإن تغيّرت الظروف. إلا أنّ ترشيح تيري إلياس صابونجي بدا وكأنه صدمة داخل بيئة الفرزلي نفسها، حتى وصفه بعض المقربين بأنه “ترشيح يجلد” المسار التقليدي الذي اعتاد عليه الرجل.

صابونجي، وفق متابعين، يقدم نموذجًا شبابيًا ديناميكيًا، غير مُثقَل بعبء الزعامة الموروثة أو الحسابات الضيقة، ويخوض المعركة بعقلية مغايرة تزاوج بين الجرأة، التحليل، وتفكيك معادلات النفوذ التقليدي. إنه أشبه بمن ينسج خيوط شبكة جديدة بين الماضي والحاضر، استعدادًا لمستقبل مختلف.

المقعد الأرثوذكسي… غرفة العمليات الحقيقية

وسط هذا المشهد، يبدو أن المقعد الأرثوذكسي هو أكثر المقاعد قابلية للانفجار السياسي. فهو يجذب التفاهمات بقدر ما يشدّ التفكك داخل الكتل، ويعيد ترتيب تحالفات قديمة وأخرى مستجدة.

ومع دخول أسماء جديدة، آخرها ترشيح المحامي ميشال عيد، يتكرّس الانطباع بأن الدائرة ليست معزولة عن التحوّلات الأوسع. فالمعادلات الإقليمية، والمتغيرات الدولية، ترسم خطوطًا خفية تتقاطع كلها في البقاع الغربي وراشيا، وتجعل من المقعد الأرثوذكسي محوراً تتقاطع عنده رهانات كثيرة.

خلاصات المشهد… أوراق على الطاولة وأخرى لم تُكشف بعد

من الواضح أن الأيام المقبلة لن تكون عابرة. هناك تبدّلات حتمية في المواقع، وتحوّلات في طبيعة التحالفات، وعودة مفاجآت مألوفة في هذه الدائرة “العصية” على التوقعات السهلة.

المعركة لم تبدأ بعد بشكلها النهائي…
لكن المقعد الأرثوذكسي يبدو اليوم وكأنه المختبر الأول لمعركة 2026، حيث تختبر القوى السياسية قدراتها، وتختبر الشخصيات الجديدة طموحاتها، فيما يبقى الناخب البقاعي هو الحكم الأخير في واحد من أكثر المقاعد حساسية وتقلّبًا.

“الموقع غير مسؤول عن محتوى الخبر المنشور، حيث يتم نشره لأغراض إعلامية فقط.”

مقالات ذات صلة