تحالفات البقاع الغربي: أضدادٌ مرحليون في سباقٍ انتخابي مبكر

القوات والعونيون يتنازعون الأرثوذكسي… والمستقبل يحاول لملمة الماضي

يتكرّر المشهد السياسي والانتخابي في دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي – راشيا) مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي المقرّر في 15 أيار/مايو المقبل.
المنافسة التقليدية بين فريقي 8 آذار و14 آذار لا تزال حاضرة، وإن بوجوهٍ مختلفة وتحالفاتٍ متبدّلة، بينما أحدث غياب تيار المستقبل فراغاً سياسياً يحاول الجميع ملأه.

🗳️ الشكوك تحكم الاستحقاق الانتخابي

رغم تثبيت موعد الانتخابات قانونياً، والتأكيد عليه من الرؤساء الثلاثة عون، بري وسلام ووزير الداخلية، إلا أنّ الشكوك حول إجرائها لا تزال قائمة.
فبين من “يحلم” بالترشح ومن “يخشى” تأجيل الاستحقاق، يتحرك الطامحون وفق قناعات متناقضة، في ظل ضغوط إقليمية ودولية لإجرائها، خصوصاً من الجانبَيْن الأوروبي والأميركي.

هذا التذبذب أضعف قدرات القوى الجديدة على الاستعداد، وجعل المشهد أشبه بسباقٍ انتخابي على أرضٍ رخوة تتحكم بها التقلبات السياسية والميدانية.

🕌 الصوت السنّي في قلب المعادلة

في ظل غياب “التيار الأزرق”، يسعى معظم المرشحين لاستقطاب الناخب السنّي الذي يشكّل نحو 49% من أصوات الدائرة.
بلغ عدد الناخبين في انتخابات عام 2022 نحو 153,975 ناخباً، أي ما نسبته 4.11% من مجمل الناخبين في لبنان، توزّعوا طائفياً على النحو الآتي:

مسلمون: 121,493
سُنّة: 76,004
شيعة: 23,007
دروز: 22,482
مسيحيون: 32,482
موارنة: 10,540
روم أرثوذكس: 10,444
روم كاثوليك: 10,762
آخرون: 736

بلغت نسبة الاقتراع 44.38% (68,346 مقترعاً)، فيما سُجّل الحاصل الانتخابي عند 9,997 صوتاً.

📊 نتائج 2022: أرقام تروي الحكاية

في الانتخابات الأخيرة (2022)، توزّعت النتائج على الشكل التالي:

🔹 لائحة “الغد الأفضل”

الأصوات: 28,920 (43.7%)

أبرز المرشحين:

قبلان قبلان: 10,143

حسن مراد: 9,157

شربل مارون: 3,576

طارق الداود: 2,670

إيلي الفرزلي: 2,304

🔹 لائحة “القرار الوطني المستقل”

الأصوات: 19,054 (28.8%)

أبرز المرشحين:

وائل أبو فاعور: 9,202

محمد القرعاوي: 4,811

علي أبو ياسين: 2,928

🔹 لائحة “سهلنا والجبل”

الأصوات: 11,397 (17.2%)

أبرز المرشحين:

ياسين ياسين: 6,004

ماغي عون: 1,825

بهاء الدين دلال: 1,609

🔹 لائحة “بقاعنا أولاً”

الأصوات: 5,316 (8%)

أبرز المرشحين:

مرشح “القوات اللبنانية”: 4,761 صوتاً (نسبة 89.5% من أصوات اللائحة)

🤝 تحالفات جديدة على رمال متحركة

التحولات الإقليمية انعكست سريعاً على الداخل اللبناني، فاختلطت الأوراق وتفرّقت الأحلاف.
العامل المالي بات محور اللعبة الانتخابية، بينما التحالفات المرحلية تتشكّل وتتفكك وفق المصلحة.

🔸 لائحة “الغد الأفضل”

يتوقّع أن يقودها النائب حسن مراد بتحالف متجدد مع:

حسن مراد ومحمد القرعاوي (سُنّة)

إيلي الفرزلي (أرثوذكسي)

طارق الداوود (درزي)

والمقعد الشيعي بانتظار تسمية من حركة أمل.

🔸 لائحة “القوات – الاشتراكي – الجماعة الإسلامية”

تعمل “القوات اللبنانية” على لائحة مشتركة تضم:

علي أبو ياسين (سُنّي)

نبيل بومنصف (ماروني)

عماد واكيم (أرثوذكسي)

وائل أبو فاعور (درزي).

🔸 لائحة “المستقبل – التيار الحر”

يحاول تيار المستقبل العودة إلى المشهد بتحالف مع التيار الوطني الحر:

محمد رحال (سُنّي)

إلياس بطرس مارون (ماروني)

طوني الحداد (أرثوذكسي).

⚖️ حزب الله… مراقب من بعيد

حتى اللحظة، يتريّث حزب الله في إعلان موقفه وتحالفاته، مفضّلاً مراقبة مسار تشكيل اللوائح.
مصادر مطلعة تؤكد أنّ الحزب يمتلك أكثر من خيار، وأنّ الكشف المبكر عن أوراقه “ليس في مصلحته حالياً”، في انتظار اتضاح المشهد كاملاً.

🌟 وجوه جديدة تدخل الحلبة

تتقدّم بعض الشخصيات المستقلة إلى الواجهة، أبرزها رجل الأعمال محمد طه من كامد اللوز، الذي يحظى بقبول واسع، وسط لقاءات متتالية تدفعه نحو خوض التجربة السياسية.
كما تشهد بلدة المرج تحركات لاختيار شخصية وازنة تمثّلها، إلى جانب أسماء أخرى تُطرح من بلدات ذات ثقل انتخابي في البقاع.

🔍 خلاصة المشهد: تحالفات هشّة… ومعركة كسر عظم

ما تشهده دائرة البقاع الغربي – راشيا اليوم يُشبه لوحة من الأضداد المرحليين.
تحالفات آنية تُبنى على المصلحة، لا على الثوابت، أشبه بـ رمال متحركة تتبدّل مع كل ريح سياسية.

فـ القوات اللبنانية تتحالف مع الجماعة الإسلامية، وجزء من المستقبل ينسق مع التيار الحر، فيما يسعى الآخرون إلى تشكيل لوائح جديدة على وقع حربٍ انتخابية مفتوحة.

النتيجة: مشهد سياسي هشّ، أعمدته رخوة، لا يجمعها سوى التناقضات، وقد تذروها رياح التبدّل في أي لحظة.