نزوح كثيف من الساحل السوري نحو لبنان… وتحذيرات!

تشهد الحدود الشمالية للبنان منذ أيام موجة نزوح واسعة باتجاه الأراضي اللبنانية، وتحديداً نحو منطقة عكار الحدودية، حيث يفرّ مئات السكان من مناطق الساحل السوري عقب المواجهات الأمنية بين القوات الحكومية السورية ومناصرين للنظام السابق، ما دفعهم إلى اللجوء إلى قرى شمال لبنان.
في هذا السياق، يعبّر العميد المتقاعد جورج نادر، ابن منطقة عكار الحدودية، في حديث لـ”الشرق الأوسط”، عن رفضه لتحويل لبنان إلى ملاذ دائم للاجئين، قائلاً: “كلما اهتز الاستقرار في سوريا، شهدنا تدفّق مئات الآلاف إلى لبنان”. وتساءل: “هل يمكننا استيعاب مليون نازح سوري جديد قادمين من الساحل السوري، لينضموا إلى مليوني نازح سبق أن لجأوا إلى لبنان منذ عام 2011 أو حتى قبل ذلك ضمن النزوح الاقتصادي؟ عندها، ومع وجود اللاجئين الفلسطينيين، سيصبح عددهم أكبر من عدد اللبنانيين! هل هناك أي دولة في العالم تقبل بمثل هذا الواقع؟”.
ويشدد نادر على ضرورة أن “تتحمل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية مسؤولياتهما في هذا الملف، لأن لبنان لا يستطيع تحمّل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية الناجمة عن هذا النزوح، كما أن بنيته التحتية غير مؤهلة لاستيعاب المزيد”.
وبحسب البيانات الرسمية اللبنانية، يتجاوز عدد النازحين السوريين المليونين، رغم تسجيل عودة نحو 300 ألف منهم بعد تراجع حدّة النزاع في سوريا. إلا أن التدهور الاقتصادي هناك دفع الآلاف للعودة مجدداً إلى لبنان.